مساكن المهمشين… معاناة تتسع في ظل الغياب الحكومي والمنظمي

الاخبار

مساكن المهمشين 300x200

على أطراف المدن اليمنية، تتشكل مجتمعات كاملة من البيوت المصنوعة من الصفيح والبلاستيك والمواد المستعملة، كما يظهر في الصورة المرفقة. هذه المساكن ليست مجرد مبانٍ مؤقتة، بل هي انعكاس عميق لواقع التهميش الذي يعيشه آلاف المواطنين الذين وجدوا أنفسهم خارج نطاق الاهتمام الرسمي والإنساني.

تنتشر هذه المساكن بشكل عشوائي، ملتصقة بعضها ببعض في مساحات ضيقة لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة الكريمة. معظم البيوت عبارة عن غرف صغيرة مغطاة بأقمشة ممزقة وألواح مهترئة لا تقف أمام حرارة الصيف ولا برد الشتاء. وعند هطول الأمطار، تتحول المنطقة إلى مستنقعات تجرف معها ما تبقى من ممتلكات سكانها البسيطة.

غياب البنية التحتية… معاناة يومية

لا ماء صالح للشرب بشكل منتظم، ولا شبكات صرف صحي، ولا كهرباء. يعتمد السكان على وسائل بدائية لتدبير احتياجاتهم، ما يجعل الأمراض المعدية وسوء التغذية جزءًا طبيعيًا من حياتهم اليومية. الأطفال يلعبون في طرقات مليئة بالمخلفات، والنساء يقطعن مسافات طويلة لجلب الماء، فيما يكافح الرجال لإيجاد فرص عمل غير مستقرة.

تجاهل رسمي وتراجع الدور الإنساني

على الرغم من خطورة الوضع، ما يزال الدور الحكومي ضعيفًا أو شبه غائب تجاه هذه الفئات التي تعيش في دائرة الفقر المزمن. كما أن تراجع الدعم الإنساني خلال السنوات الأخيرة زاد من تعقيد الظرف، حيث تقلصت البرامج المخصصة للسكن، والتغذية، والتعليم، ودمج المهمشين في المجتمع.

غياب التخطيط الرسمي أدى إلى توسع هذه العشوائيات بشكل سريع، ما يجعل معالجة المشكلة أكثر صعوبة مع مرور الوقت. وفي ظل استمرار التحديات الاقتصادية والإنسانية التي تواجه البلاد، يبقى المهمشون الفئة الأقل قدرة على حماية حقوقها أو إيصال صوتها.

حاجة ماسّة لحلول عاجلة

لم يعد الوضع يحتمل الانتظار. فهذه المساكن التي بالكاد تقي ساكنيها، وهذا الواقع القاسي الذي يتوارثه الأطفال جيلاً بعد جيل، يتطلب تدخلاً عاجلاً وعملياً. الحلول ليست مستحيلة، لكنها تحتاج إرادة سياسية وجهوداً منسقة بين الحكومة والسلطات المحلية والمنظمات الدولية والمحلية.

إن توفير مساكن لائقة، خدمات أساسية، برامج تعليم وتمكين اقتصادي، وإدماج اجتماعي حقيقي ليس ترفًا، بل حق أساسي وضرورة إنسانية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *